أزمة غواصات فرنسا تتفاعل ومحاولات من واشنطن للتهدئة

تويتر - وكالات - تي ار تي


مع تحوُّل الاتفاق الثلاثي بين الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا إلى أزمة دبلوماسية، أكدت الولايات المتحدة أن فرنسا "حليف حيوي"، وذلك بعد استدعاء باريس سفيريها لدى الولايات المتحدة وأستراليا للتشاور.

قال مسؤول في البيت الأبيض الجمعة إن الولايات المتحدة تأسف لقرار فرنسا استدعاء سفيرها من واشنطن، مضيفاً أن بلاده ستواصل العمل في الأيام المقبلة لحل الخلافات بين الجانبين. بدورها أفادت وزيرة الخارجية الأسترالية ماريز باين الجمعة بأن بلادها تتفهم "خيبة أمل" فرنسا بعد قرار سلطات بلادها إلغاء صفقة الغواصات المبرمة عام 2016 مع شركة فرنسية. وقالت في حديثها مع الصحفيين بواشنطن: "أتفهم خيبة الأمل تماماً. من الواضح أن هذه مسائل يصعب التعامل معها"، غير أنها أكدت "مواصلة العمل البنّاء والتعاون الوثيق مع زملائنا الفرنسيين". وأعلنت وزارة الخارجية الفرنسية عن استدعاء سفيريها من واشنطن وكانبيرا على خلفية إعلان الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا خطة لبناء غواصات نووية للجيش الأسترالي. وقال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان في بيان: "بناءً على طلب رئيس الجمهورية، قرّرتُ أن استدعي فوراً إلى باريس للتشاور سفيرينا لدى الولايات المتحدة وأستراليا". وأضاف: "هذا القرار الاستثنائي تُبرّره الخطورة الاستثنائية لما أعلنته أستراليا والولايات المتحدة في 15 سبتمبر/أيلول". محاولة أمريكية للتهدئة وفي إطار الجهود التي تُبذل منذ الخميس لتهدئة غضب باريس أعلن المتحدث باسم الخارجية الأمريكية نيد برايس أن بلاده "تأمل" أن تتمكن من إثارة خلافها مع فرنسا بشأن أزمة الغواصات "الأسبوع المقبل" في الأمم المتحدة. وكتب برايس على تويتر: "لقد كنا على اتصال وثيق مع حلفائنا الفرنسيين" و"نأمل أن نتمكن من مواصلة نقاشنا حول هذا الموضوع على مستوى عالٍ في الأيام المقبلة، بما في ذلك في الجمعية العامة للأمم المتحدة الأسبوع المقبل" في نيويورك. وأضاف أنه "يتفهم موقف" الفرنسيين، مؤكداً أنه أحيط علماً بقرار باريس غير المسبوق استدعاء سفيرها في الولايات المتحدة "للتشاور". وسيكون وزيرا الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن والفرنسي جان إيف لودريان في نيويورك الأسبوع المقبل لحضور الاجتماع السنوي للأمم المتحدة. وقال برايس إن "فرنسا شريك حيوي وأقدم حليف لنا، ونعتقد أنّ علاقتنا قيّمة جدّاً"، وأضاف أنّ "التحالف عبر الأطلسي عزّز الأمن والاستقرار والازدهار في كلّ أنحاء العالم على مدى أكثر من سبعة عقود، والتزامنا لهذه الروابط وتعاوننا لا يتزعزع"، واعداً بـ"التعاون" مع باريس "في ملفّات عدّة، بما في ذلك بمنطقة المحيطين الهندي والهادي". من جهتها قالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي إميلي هورن: "لقد كنا على اتصال وثيق مع شركائنا الفرنسيين بشأن قرارهم استدعاء السفير إلى باريس للتشاور. نتفهم موقفهم وسنواصل السعي في الأيام المقبلة لحل خلافاتنا، كما فعلنا بأوقات أخرى خلال تحالفنا الطويل". في وقت سابق أيضاً قال مسؤول في البيت الأبيض مشترطاً عدم كشف اسمه: "فرنسا أقدم حليف لنا وأحد أقوى شركائنا، ونتشارك معها تاريخاً طويلاً وقيماً ديموقراطية والتزاماً للعمل معاً لمواجهة التحديات الدولية". وتابع: "كما نتشارك أيضاً المصلحة بضمان أن تبقى منطقة المحيطين الهندي والهادي حرّة ومفتوحة. وسنواصل تعاوننا الوثيق مع حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي وشركاء آخرين في هذا المسعى المشترك". ومساء الأربعاء أصدر الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيسا وزراء بريطانيا بوريس جونسون وأستراليا سكوت موريسون بياناً مشتركاً أعلنوا فيه عن إقامة شراكة جديدة في مجالي الدفاع والأمن أطلق عليها اسم "AUKUS"، وسيتمثل المشروع الأول في إطارها ببناء غواصات نووية للأسطول الحربي البحري لأستراليا. ودخلت العلاقات بين فرنسا من جهة والولايات المتحدة وأستراليا من جهة أخرى إلى فترة أزمة مفتوحة، إذ ألغت الحكومة الأسترالية بإقامة هذه الشراكة الجديدة صفقة بقيمة 40 مليار دولار لشراء غواصات فرنسية وقررت استبدال أخرى أمريكية بها عاملة بالوقود النووي. إلغاء الصفقة دفع باريس إلى وصف الأمر بأنه "خيانة وطعنة في الظهر" ووصف بايدن بأنه اتخذ "قراراً على طريقة" الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب.