أصيلة ..اول مهرجان عربي يواجهه المحن و يبقي على منارة ثقافية

المحرر الاديي - الهدهد

تعتبر فكرة تنظيم موسم ثقافي سنوي في ذات البقعة الجغرافيه فرصة ساخنة من شأنها الارتقاء اجتماعيا وانسانيا بالمكان و البشر وتقديم افضل الخدمات للبيئة وهذا احد الادوار التي يمكن للثقافة ان تقوم بها دون ضجيج فالمثقف المرتبط بمجتمعه يفخر بتوظيف ثقافته في مسيرة التنمية

هذا ما صنعه ابن المغرب البار محمد بن عيسى المثقف والوزير السابق مع مدينته الساحليه اصيلة المطله علي المحيط الاطلسي  ليصير موسمها الثقافي السنوي ملتقي عام ليس فقط للادباء و المفكرين و المثقفين و لكن لكل من تهفو نفسه للفنون بكافه تنوعاتها البصريه و السمعيه . و ذلك باستضافه الفرق الموسيقيه باختلاف مشاربها ، و المعارض التشكيلية التي لا تقتصر على الصالات فجدران البلدة نفسها تتحول الى لوحات ينفذها فنانون عرب واجانب 
ولا شك ان محيط المدينه نفسه ومقوماتها الطبيعية (المادية والمعنوية) تتيح لها فرصة أخرى لتصبح ملتقى للفنانين والمثقفين البارزين المتأثرين بجمال طبيعتها الفنية وحساسيتها المرهفة الشاعرية

و تقع مدينة أصيلة " المغربية  على شاطئ المحيط الأطلسي. وكانت تاريخيا ملتقى للحضارات العربية والاسبانية والبرتغالية وحديثا شهدت هذه المدينة على مدى ثلاثة عقود من الزمن، تحولات هامة على مستوى البنية التحتية والمرافق العمومية وأشكال العمران، واستطاعت أن تتحول إلى قطب ثقافي وسياحي هام، يحج إليها آلاف المثقفون كل سنة.من اجل الاستمتاع بالمنتج الابداعي
و قد نجح محمد بن عيسى و ابناء اصيله في وضع مهرجان اصيله بقوه علي خارطه المهرجانات العربيه علي كثافتها و ضخامه ميزانيتها ، و ها هي المدينه الصغيره تصبح  قبله لكل الفنانين و المثقفين العرب و الاجانب علي حد سواء .بفضل جمالها الطبيعي وذكاء ابنائها الذين اعتمدوا على حسن التخطيط وجودة الاختيار بدلا من الميزانيات الضخمة

في كل عام وبالاضافة للفرق الموسيقية التي تدر دخلا من مبيعات بطاقاتها يستضيف مهرجان اصيلة دولة كضيف شرف على موسمه الثقافى الدولى حيث يتم التركيز على ادبائه ومثقفيه وفنانيه  وإلى جانب ذلك كله تقام معارض تشكيلية وفوتوغرافية لمبدعى وروّاد الفنّون البصريه و التشكيلية  فضلاً عن عروض لأفلام قصيرة توثّق الحركة الفنّية التّشكيلية فى هذا البلد او ذاك ولا يخلو الامر من عروض للأزياء الشّعبية بالتزامن مع  الحفلات الموسيقية والغنائية الشّعبية والحديثة و معارض الكتب  .

و عن اصيله و موسمها الثقافي الشهير تعلق احد الزائرات لها في مدونتها قائلة "مدينة أصيلة مدينة صغيرة، لكن إشعاعها أكبر من المدن الكبرى، مهرجان ثقافي أصيل، شوارع و أزقة نظيفة، بنى تحتية ثقافية مهمة، ملعب رياضي لا تتوفر عليه حتى أندية الدرجة الأولى، محج هام لزمرة من الأدباء و المثقفين و صناع القرار سابقا، أعتقد كل هذه الأشياء لم تأتي بمحض الصدفة بل عن عمل جاد و رصين، أتمنى أن يتحلى مسؤولوا المدن الأخرى بنفس جدية المسؤول عن مدينة أصيلة "
ومع التعريف عزيزي المستمع بهذا الصرح الثقافي العربي نأمل ان تتم الاستفادة من هذه التجربة  الثقافية على نطاق واسع في كافة ارجاء العالم العربي