تمبكتو وأخواتها ....كتاب عن رحلة معاصرة الى مدينة نساؤها عجب و سلاطينها من ذهب

عبدالله ولد محمدي

الدار البيضاء - الهدهد - من كثرة الأساطير التي تروى عن "تمبكتو" وذهبها ونسائها ومخطوطاتها وتعاويذها يكاد السامع يظنها مدينة أسطورية مندثرة مع أنها ما تزال قائمة في دولة مالي وقد كتب عنها الكثير بالفرنسية والأنجليزية أما بالعربية فسوف يصدر عنها هذا الشهر بالمغرب كتاب "تمبكتو وأخواتها " للكاتب والصحافي الموريتاني عبدالله ولد محمدي الذي زارها على خطى رينيه كاييه والميجور لينج وشاهد رقصة الطوارقيات السافرات بالسيوف وفتح خزائن المخطوطات العربية في مكتبة أحمد بابا كما قام بزيارة المسجد الفريد الذي صممه المعماري الأندلسي ابو أسحاق الساحلي كذلك وقف عند البوابة اللغز التي لا يجرؤ أحد على فتحها لأن في الكشف عما خلفها يكمن خراب المدينة كما تقول الاسطورة وفي ما يلي الفصل الأول من ذلك الكتاب الذي يسد ثغرة في المكتبة العربية الفقيرة حديثا بأدب الرحلة ،قدم لكتاب ولد محمدي الدكتور محيي الدين اللاذقاني الذي يولي أهمية خاصة لأدب الرحلة في الثقافة العربية القديمة والمعاصرة

سرب من نساء مالي أمام مسجد تمبكتو الشهير
سرب من نساء مالي أمام مسجد تمبكتو الشهير
الحقيبة التي اشتريتها من المتجر اللندني ما تزال على حالها ولو أنها اكتسبت لونا اشد سمرة بفعل الشمس الحارقة . ولو قدر لها أن تتحدث فربما اعادت حديثا مثل ذلك الذي رواه الرحالة البريطاني الميجور "لينج " دفين "تومبكتو،" أو المغامر الفرنسي "رينيه كاييه" الذي كتب رحلته المحفوفة بالمخاطرإلى تلك البلدة و يومياته عنها وغيرهم كثيرون سلبتهم المدينة وأغرتهم بكل أنواع المغامرات التي انهت حياة الكثيرين منهم عند أسوارها .
حين حطت بنا الطائرة المالية الصغيرة في مطار البلدة تنفسنا الصعداء، فقد راحت ساعتان من عمر الرحلة ككابوس مرعب فالطائرة ، وهي من النوع الروسي ، كانت تقفز في الجو مثل حمامة مذبوحة . في المطار لا حرس ، لا اجراءات، لاسمة دخول . سائقوا السيارات القديمة ينتزعون الركاب من أنفسهم مثل بضاعة في السوق ، فتلك هي الفرصة الوحيدة للربح في غياب زوار ينعشون السياحة مثلما تأمل حكومة مالي .
خيول بيضاء مجنحة

من المطار توجهت إلى ساحة البلدة ، كنت احتاج أن أروي ظمئي و أن أقف ولو للحظات أمام تمثال "الحصان المجنح" . ذلك التمثال الذي جسد فيه الفنان الموهوب صورة مدينة تومبكتو التي تسكن في المخيلة الشعبية . فمدينة "تومبكتو" يحرسها 300 من الاولياء يرابطون على خيول مجنحة ، إنه تمثال ملون بالأبيض، كما هو لون النفوس الطاهرة قرب التمثال . وقف رجل من الطوراق يلبس العمامة الطويلة التي تغطي وجهه بالكامل ، وفي الحزام يتمنطق خنجرا . لقد اكتملت الصورة التي سكنت مخيلتي ، أنا إذا في "تومبكتو" فماذا بقي ؟ . المسجد الكبير… ومكتبة أحمد بابا ، والتمشي في الأزقة كما فعل "رينه كاييه" .
قبل بداية المشوار لا بد من الاستراحة ، وفي تومبكتو الخيارات محدودة، خصوصا لأصحاب الميزانيات المحدودة و المشردين مثلنا .
لابد من الذهاب إلى "بوكتو" . و"بوكتو" فندق شهير ومتواضع جدا . لقد أخذ شهرته من اسم امرأة من الطوراق كانت تسكن في منطقة تنتهي فيها حضارة الصحراء وتبدأ حضارة النهر ، وكان تجار البربر ينيخون عندها قوافل جمالهم ويستودعونها تجارتهم قبل أن تعبر إلى ما وراء النهر . ولأن «هابير» على ما أذكر رجل راسخ الجذور فقد سمى فندقه بهذا الاسم ليجذب السياح إليه.
و لقد استقر رأيي على البقاء في هذا الفندق بعد تجربة مريرة في فندق آخر من درجة "خمسة نجوم "، إلا أن النجوم "الوضاءة" الخمسة تخفت في الليل عندما يتعطل المولد الكهربائي ، بسبب نقص الوقود. لكن لماذا يحتاج المرء إلى الكهرباء وهو في تومبكتو واضواء الشموع والنجوم اكثر شاعرية؟ ذهبت إلى "بوكتو" تمددت على سرير وقد ارتفعت فوقه قبة بيضاء للحماية من جحافل البعوض. اطلقت العنان لمخيلتي لاستحضار تلك اللحظة التي يغيب فيهاالمرء في اجازة من الحضارة وقلقها .. أنغام موسيقي "الكوروكور" الحزينة تتهادى إلى سمعي وكأنها تدغدغني وتحثني على النوم.
يوم جديد
استيقظت عند بداية الفجر واصوات المؤذنين يعلنون عن وقت الصلاة . غلالة شفافة من الضباب ترتفع فوق نهر النيجر منذرة بيوم من نار، الدخان يرتفع من فوق الافران حيث يغلي فطور الصباح، يبتسم صاحب الفندق مكررا الترحيب بالفرنسية والعبارات العربية التي حفظها عن ظهر قلب. على طاولة الفطور تعرفت على جيراني ، انهم فرقة من التلفزيون الياباني قطعت آلاف الاميال والصحاري والبحار للوصول إلى هنا، إلى حافة العالم ، اغمضت عيني واحنيت رأسي مثلما يفعل اليابانيون ورددت التحية باحسن منها ، ورد اليابانيون بذات الطريقة .
هذه المرة اتيت وحيدا برغبة الاكتشاف، لذا طلبت من الأدلاَّء الذين يرابطون عند باب الفندق أن يتركوني لوحدي، فأنا احتاج إلى أن اتذوق لذة الاكتشاف، أن أسمع الروايات بألسنة الناس، لا كما يعلِّبها لادلاَّء ويضعون عليها البهارات.
لا أعرف أسماء الشوارع ولن احتاج لمعرفتها فهي أزقة ملتوية مثل تلك التي تصادفها في أي مدينة قديمة . سلكت أول شارع وسرت على غير هدي ، البيوت الطينية ذات السقوف الواطئة ، تواجهك في كل مكان، طراز العمارة السودانية هو الغالب .
في نهاية زقاق طويل عثرت على بغيتي .. مكتبة أحمد بابا . في هذه المكتبة جمعت آلاف المخطوطات النادرة : سير السلاطين ، كتب الفقه والطب والكيمياء والسحر الأسود، حصيلة 15 قرنا من العلماء والجامعات وإرث السلاطين . بين جدران المكتبة تحس أن الأسماء التي عرفتها تحولت إلى شخوص مرئية تروي لك سيرتها بمفردها ، هذا هو السلطان "كانكو موسى" رجل فارع الطول يعتمر تاجا مذهبا ويحمل عصا برأس ثعبان من الذهب ويتمشى للاطلاع على أحوال الرعية . هذا السلطان يذكره التاريخ بفخر عندما ذهب إلى الحج ومر في طريقه بالقاهرة في موكب مهيب من مئات الجواري وهن يحملن قضبان الذهب وحين عاد من رحلته حمل معه الكتب النادرة ، كتب بقيت فوق أروقة المكتبة لتروي سيرة السلطان العادل .. أئمة الأمس الذين حكموا هذه المنطقة من الغرب الافريقي وفي مقدمتهم السلطان المغربي المنصور الذهبي .
لماذا اصبح السلطان من ذهب؟ هنا تجد الجواب على السؤال المحير، ففي تومبكتو حيث معادن الذهب التي لا تزال تستغل حتي الآن اغرى السلطان بريق الذهب فمدد مملكته إلى هنا حيث أصبحت من أغني الممالك واشدها ثراء .
مكتبات نادرة
هذه المخطوطات النادرة التي تحفل بها المكتبة أصبحت اليوم في مهب الضياع والتاريخ الحافل المدون في تلك المخطوطات التي لا تقدر بثمن يمكن أن يضيع بسبب قلة الامكانات أو تصرف رجل طائش لا يعرف قدر الورق المتآكل الذي يمر بين يديه خصوصا إذا كان قليل الخبرة في فن المكتبات .
تركت المكتبة والشيوخ القيمين عليها ورحت أجوب شوارع المدينة الأخري بحثا عن مخلفات المغامرين الغربيين من أحفاد "لورانس" و"رنيه كاييه " .
منذ أن كتب "لورنس" ، أعمدة الحكمة السبعة ، وقصة رحلته الشهيرة للمشرق وصورته تسكن في اعماق الشباب في الغرب، جيل كبير من أحفاد " لورانس " يحلم برحلة إلى منطقة مجهولة و يريد أن يترك قصة أو أثرا . ومنذ قرون وتومبكتو تجسد هذا الحلم ، مدينة ظلت محرمة على غير المسلمين .. ، كل الذين وصلوا إليها لبسوا لبوس الإسلام .
"رينيه كاييه" هو واحد من هؤلاء المغامرين الذين عاشوا قبل لورانس بسنوات كثيرة وفتنوا بالشرق عموما وتنبكتو خصوصا ، سافر من فرنسا بحرا وقطع الصحاري المقفرة والغابات الموحشة وواجه الموت مرات كثيرة وتعرض للأسر كل ذلك من أجل الوصول إلى تنتبكتو ، ومن أجل الوصول أيضا إلى هذه المدينة تظاهر بالإسلام ، فكان يصوم أيام رمضان الحارة ويصلي الصلوات الخمس خصوصا في الفترة التي قضاها أسيرا على يد إحدي القبائل العربية في الجنوب الموريتاني حيث كانت زوجة رئيس القبيلة وبناتها يتسلين برؤيته ويتعجبن من بياضه ويتفحصنه من كل مكان وكأنه من خلق آخر وذلك قبل أن يحرره المقيم الفرنسي العام في السنغال من الأسر مقابل فدية مالية كبيرة.
عند باب بيت طيني متواضع علقت لافتة كبيرة، كتب عليها ، «هنا كان يعيش رينيه كاييه» وغير بعيد منها رفعت لافتة أخري مماثلة كتب عليها « هنا كان يعيش الميجور لينج». ولكن ماذا بقي من آثار هؤلاء الرحالة والمغامرين الذين زاروا هذه المدينة؟ لاشيء تقريبا: بيوت متداعية خاوية على عروشها ، ورسومات وخرائط قديمة للبلدة وبورتريهات لأولئك المغامرين معلقة على جدران الطين المتهالكة وأخيرا لافتة بالخط العريض تقول : " هنا متحف " .
تضيع ساعات النهار بسرعة ويقترب موعد صلاة الظهر تنتصب مئذنة جامع "جنكرربير" بشموخ وقد بقيت علي حالها منذ ان بناها المعماري الاندلسي "ابو اسحاق الساحلي" قبل ثمانية قرون خلت لتكون علامة بارزة في مدينة بنيت علي الاسلام . السلالم التي تقود إلى الذروة مطلية بالألوان الزاهية . الجدران الطينية السميكة تُرمم كل عام بالطين والحجارة وهي عملية يشارك فيها السكان بحماس وكأنها من الشعائر المقدسة . الاخشاب ترسم اشكالا متعددة في سقف الجامع. مازالت طقوس الأذان التي وصفها الرحالة في كتبهم هي نفس الطقوس حتي اليوم لم تتغير ولم تتبدل: المؤذنون يصطفون صفا طويلا مقابل السلالم المؤدية للمئذنة ، فثمة تقليد قديم بالمشاركة في الاذان كل حسب دوره، ويستمر الأمر حتي بداية الصلاة ،كل مؤذن يؤدي النداء بطريقة معينة ، وحين تنتهي الصلاة ويغادر المصلون صحن الجامع يبدأ طقس آخر أخذ في الترسخ مع الحركة السياحية التي تعرفها المنطقة في بعض الفترات : الاستماع إلى قصة بناء الجامع كما يرويها إمامه .
يسلك الإمام الأروقة المظللة التي يخترقها شعاع رقيق من الشمس يضفي روعة إلى المكان، يشير الإمام بسبابته إلى بوابة مغلقة قريبة من المحراب ، راويا كيف ساهم قبر طفلين توأمين في حماية أسس الجامع من الإنهيار والصمود أمام عاديات القرون . والحكاية كما يرويها الرجل السبعيني ، وهو غارق في الخشوع، أن أحد السلاطين لما أراد بناء المسجد وجد أنه في كل مرة يرتفع البنيان سرعان ما ينهار بفعل قوى لم يستطع المهندسون إدراكها. وبدأ يبحث عن حل لهذه المشكلة المعمارية فاستشار جميع أهل رعيته واحدا واحدا وأخيرا وجد الحل عند أحد الاتقياء الذي أشار عليه بالبناء في مكان كان يوجد فيه قبر طفلين توأمين، ومنذ ذلك الحين صمد الجامع حتي في وجه السيول التي اجتاحت المنطقة .
البوابة اللغز
وفي مكان آخر من الجامع توجد "البوابة اللغز" ولا أحد هنا يريد إزالة قطع الخشب المتآكلة استجابة لأسطورة قديمة تقول أن خراب المدينة مرتبط بالكشف عن ما تخفيه تلك البوابة . وسألت الإمام إن كان يصدق ما يقال فأشاح بوجهه عني مفضلا عدم التعليق.
تقطع بضع خطوات من الجامع العتيق و تخرج إلى الفضاء الرحب، إلى الساحة الكبيرة التي تجمع أهالي البلدة في المناسبات الكبيرة مثل الأعياد وما أكثر اعياد تومبكتو! كل مناسبة تتحول إلى فرح عارم ، ربما للتقليل من مساحة الحزن المرتبطة بمصاعب الحياة وشظف العيش ، فالعيد أيا كان ذلك العيد مناسبة لا تنسي للبهجة والفرح ، وهو فرصة للإستماع إلى طبالي "الكوربورو" وهم يضربون على طبولهم ، ومشاهدة نساء الطوارق السافرات –على عكس رجالهن – يرقصون رقصة السيف. إنها بعض الأجواء القليلة التي تمتص من ساكني تومبكتو احزانهم الكثيرة .

السلطان المذهب كانكو موسى اشهر ولاة تمبكتو
السلطان المذهب كانكو موسى اشهر ولاة تمبكتو
البحث عن قبيلة ضائعة
خرجت من الزحمة ورائحة الاجساد المتعرقة تنتشر من بين الجموع ، أسير في اتجاه غير محدد بحثا عما تخبئه هذه المدينة العجيبة لزائرها .
فقبل أسابيع قليلة قرأت مقالة في صحيفة فرنسية عن يهود تومبكتو قلت لعلها المناسبة للبحث عن تلك القبيلة العبرانية التي أخفت جذورها كل هذه السنين الطويلة لتعلن مفاجئة انتمائها لليهودية ، كانت الصورة المرتسمة في ذهني هي للموريسكيين ، هؤلاء المسلمين الذين عاشوا حياة مخفية في الأندلس دون أن يظهروا أيا من مظاهر انتمائهم للدين ، خوفا من محاكم التفتيش واحكامها القاسية.
ولكن هل خشي اليهود على دينهم في دار الإسلام ألم يعيشوا حياة آمنة في ظل الحكم الإسلامي؟ ، فما الذي يدفعهم لاخفاء دينهم ولماذا اختاروا هذا التوقيت؟ تبدوا الإجابة سهلة ومرتبطة بالواقع الحياتي الصعب الذي يعيشه سكان المدينة وكذلك ظاهرة الهرولة والتطبيع التي بدأت تنتشر في المنطقة . ففي تومبكتو اثبتت الدراسات وجود هذه المجموعة اليهودية منذ زمن بعيد إلا أنها ذابت في التركيبة الإجتماعية للسكان لكن الظروف الدولية الجديدة دفعت بعضهم لمحاولة اللعب بتلك الورقة الرابحة للاستفادة مما قد يوفره اليهود لهم من مساعدات .
لم اجد أي أثر ليهود تومبكتو اللهم إلا بعض الفرضيات التي وضعها أحد الباحثين حول جذور بعض الأسر التي تعيش هناك والتي يرجعها ذلك الباحث – اعتمادا على شهادة بعض التجار اليهود الذين عاشوا في تومبكتو ردحا من الزمن في فترة ازدهارها الإقتصادي – إلى أحدي القبائل العبرانية ، وقد حاربت تلك الأسر ذلك الباحث وهددته بالقتل ، ومع ذلك فإن قلة من أفرادها استبشر بنسبه الجديد أملا في هجرة إلي أبناء العمومة الجدد وبدء حياة مادية أفضل مثلما فعل الفلاشا . لذلك فضلت زيارة ضفة نهر النيجر بدل البحث عن نسب يهود ضائعين !
توجهت إلى الميناء النهري ووقفت على رابية أتأمل مشهد مئات من القوارب الخشبية وهي تبحر في النهر وقد بدت الصحراء حوله أفقا لا نهاية له .
أغراني صاحب قارب بتجربة رحلة صغيرة على صفحة النهر الهادئ منذ الآف السنين، تذكرت مقولة هيرودت الشهرة عن مصر بأنها "هبة النيل" ورددت في سري أن مالي هي "هبة النيجر" . هذا النهر الخالد احتضن القرى ومزارع الحبوب ونمت على ضفافه أشجار المانجو العملاقة ، هذا النهر يسري بهدوء بين طرفي الصحراء ويمد المدن البعيدة والمعزولة بأسباب الحياة والمقاومة .
إمتدت الرحلة في المركب ساعات، مرت فيها حوالينا مراكب كثيرة بعضها يحمل عائلات بأكملها تنشد رزقها من هذا النهر العظيم ..
سفن كبيرة محملة بالركاب والبضائع تربط المدن والقرى بعضها ببعض اقترب المساء ورسمت الشمس شعاع الوداع الأحمر على صفحة الماء، بعد ذلك انتشر الظلام ولم يبق سوى خيال «المراكبي » الماهر وهو يجدف ويدفع المركب للتهادي. وفي رحلة العودة اصررت على أن يكون هذا المشهد هو الأخير من شريط الصور المتراكمة في ذهني من مدينة تومبكتو فغدا ستأتي الطائرة في موعدها وتتأرجح بنا" الحمامة المذبوحة" على أمل أن نعود إلى نقطة العودة : باماكو.
في طريق العودة أشتريت مزمارا من عجوز كان يقف على ضفة النهر قائلا إن المزامير تجلب الحظ للمسافرين ، قالها الرجل وعيناه مسمرتان على المراكب الكثيرة القادمة من النيجر. أما أنا فقد كان ذهني منصبا على رحلة الغد التي يحتاج المسافر فيها إلي مئات المزامير.!