مستشار بالخارجية الروسية: خطاب بشار "إهانة" للشعب السوري

رامي الشاعر


رأى المستشار لدى وزارة الخارجية الروسية "رامي الشاعر" الخطاب الذي أدلى به رئيس النظام السوري "بشار الأسد" السبت الماضي "إهانة" للشعب السوري.

وقال "الشاعر" بمقال نشرته صحيفة "زافترا" الروسية إنه "لعل من اللحظات الأكثر إهانة للشعب -أي شعب بالمناسبة، وليس الشعب السوري تحديداً- أن يوصف بأنه قد «تم التغرير به»، وكأنه طفل ساذَج ضحل الثقافة أو جاهل، يحتاج إلى «أب» حنون عاقل يقوم برعايته وإرشاده".

وأضاف "الشاعر" الأوضاع على الأرض السورية للأسف، ليست تماماً بالصورة مثلما تبدو في فيديو الرئيس، بينما يتجول بين مواطنيه، ويتناول «الشاورما» في أحد المطاعم العادية في دمشق، وسط ترحيب وحفاوة من المواطنين البسطاء. بل أصعب من ذلك، وذلك بسبب عوامل عدة داخلية وخارجية". وأشار إلى أن "حل الكارثة الإنسانية السورية، ولا أبالغ بوصفها كارثة، يبدأ بتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2254، ولا سبيل لحل الأزمة سواه. فالسلطات في دمشق تتجاهل بلغة الخطاب التي تتبناها العامل السوري في عجزها عن فرض سلطتها شمال شرق وشمال غرب سورية، والقضية لا تتعلق فقط بالتواجد والدعم العسكري الأمريكي أو التركي". وأكد "الشاعر" أنه "بعد انسحاب الأمريكيين والأتراك من الأراضي السورية، فليس مضموناً أن تتمكن السلطة المركزية في دمشق من بسط سيطرتها على هذه المناطق دون حدوث تسوية على أساس قرار مجلس الأمن المذكور، وبمشاركة جميع السوريين المعنيين". وأوضح المستشار أنه "ينطبق الأمر نفسه على الجنوب السوري، الذي يعاني من وضع خطير للغاية، وقابل للانفجار في أي لحظة، وكما ذكر الأسد في خطابه، وهو محق تماماً، أن الحلول الأمنية وحدها لا تحقق الهدف، وإنما أمان واستقرار المواطن، وقناعته وانتماؤه لأرضه هو ما يحقق السلام". وذكر "الشاعر" أنه "حينما يتحدث الرئيس السوري عن الوطن، الذي لم يعد «سوريا المفيدة»، بل أصبح الدولة السورية التي استعادت ما كانت قد فقدته حتى 2015، فهو يتحدث عن سورية عام 2011، وكأن شيئاً لم يحدث على هذه الأرض التي تخضّبت بدماء مئات الآلاف من أبنائها". وتابع في حديثه "حينما يتحدث عن الانتماء، يتحدث عن انتماء «الأغلبية» التي انتخبته في اقتراع يفتقد اتساع الجغرافيا واستقرار المجتمع، دون أن ينتبه إلى «شعب» آخر يوجد خارج البلاد، وغيرهم «شعب» داخل البلاد تحت حماية قوى أجنبية، وهم أيضاً مواطنون سوريون، يخشون بطش القيادة، وانتقامها لرغبتهم في فدرلة مناطقهم، والتي تسميها خيانة ونزعات انفصالية، وغير أولئك وهؤلاء، «شعب» ثالث ورابع لا يشاطر السلطة الراهنة رؤيتها السياسية في مستقبل البلاد، بل ويرغب في تغيير هذه السلطة بالطرق السياسية السلمية المشروعة، التي نص عليها قرار مجلس الأمن رقم 2254، إلا أن السلطة تصرّ على تجاهل ذلك، وتطل علينا بنفس ثوب 2011، في انتظار نتائج جديدة؟". واعتبر "الشاعر" أنه "بين صفوف وأطياف وأعراق هذا الشعب العظيم، وبين جنبات معارضته يوجد الكتّاب والمثقفون والفنانون والسياسيون وأساتذة الجامعات، لا جريمة ولا ذنب لهم سوى أنهم يعترضون على رؤية الرئيس ومن معه لمستقبل الوطن، ويرون للوطن مساراً آخر يسعون إليه ومن ورائهم ملايين آخرون من "المغرَّر بهم". وأردف المستشار أن "تجاهل الرئيس السوري، بشار الأسد، للجنة الدستورية، بل ومهاجمته لها في بعض مواقع الخطاب، يتعارض لا مع إرادة غالبية الشعب السوري فحسب، وإنما كذلك مع إرادة المجتمع الدولي في دعم حق الشعب السوري في حرية تقرير مصيره واختيار نظام حكمه استناداً إلى تعديل دستوري، كما جاء في القرار المذكور لمجلس الأمن، وهو ما تؤيده وتسعى إليه روسيا، التي تحترم إرادة الشعب السوري، وتربطها به علاقات تاريخية، وتنطلق في مواقفها دائماً من مبادئ القانون الدولي، والعلاقات المتوازنة بين الدول، وتعزيز دور هيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي في حل النزاعات حول العالم". وختم "الشاعر" مقاله قائلاً: "فهل يجوز توصيف الحالة السورية، وطموحات شقّ كبير من الشعب بالتغيير والانتقال إلى نظام حكم جديد بـ «الضلال» و«الخيانة» و«العمالة»؟!" -------- زافترا - نداء بوست