"من سيّئ لأسوأ"..لبنان يترنح بين حكومة شكلية وعنتريات إيرانية

اورينت نت - احمد جمال

من سيّئ إلى أسوأ، هذا هو حال المشهد اللبناني الغارق في أزماته الاقتصادية المتمثلة بطوابير "الذل" والشلل العام بالمرافق الأساسية والتجارية، رغم التحركات "الخلبية" بتشكيل حكومية "شكلية" وتخدير اللبنانيين بقوافل نفط إيرانية صبّت بمصلحة "حزب الله" وأتباعه وعمّقت الأزمات.

وأفادت مراسلة أورينت في لبنان، إيلينا بو نعمة، اليوم، أن الطوابير أمام محطات الوقود تفاقمت بشكل كبير في معظم المناطق اللبنانية وأدت لشلل في الحركة العامة والتجارية وقطعت أوصال المناطق، خاصة بعد قرار وزارة الطاقة رفع سعر البنزين بنسبة 38 بالمئة.

وأوضحت بو نعمة: أنه "لا يوجد أي انفراجات في الأزمات الحالية ولا سيما الوقود. الناس تعاني بشكل كبير للحصول على كمية قليلة من البنزين، البلد مشلول بشكل شبه كامل، وبدأت معظم الأفران والمطاعم والمحلات التجارية بإغلاق أبوابها بسبب عدم توفر المحروقات (البنزين والمازوت)".

كما إن معظم محطات الوقود اللبنانية ما زالت مغلقة خوفاً من التوترات والفلتان الأمني الحاصل على الطوابير الكبيرة، خاصة بعد رفع سعر البنزين بشكل قياسي وهو ما يزيد الأزمة، فضلاً عن كارثة حقيقية يتخوف اللبنانيون من حدوثها مع حلول فصل الشتاء في ظل التدهور الاقتصادي الأول من نوعه بتاريخ لبنان الحديث. المتغيرات الجديدة تأتي بعد حراك سياسي واقتصادي "غير مُجدٍ" جرى في الأيام الماضية تحت مزاعم إنقاذ لبنان وشعبه، من خلال تشكيل حكومة "شكلية" بصبغة وولاء إيراني، برئاسة نجيب ميقاتي، وأعقبها استعراض ميليشيا حزب الله قافلة صهاريج مازوت إيراني استقدمها عبر سوريا وتزامنت مع وصول باخرة "الفيول" العراقي، تحت مزاعم "كسر الحصار" ورفع الأزمات الحالية. لكن تلك القافلة الإيرانية التي تضم نحو 100 صهريج مازوت، ما كانت إلا لتعويم ميليشيا حسن نصر الله على المستوى السياسي وفتح الباب أمامه للتحكم بالاقتصاد والسوق اللبنانية على حساب أطراف أخرى استُبعدت أمام حلف خامنئي، بحسب محللين لبنانيين أكدوا أن المازوت الإيراني وُزّع على "جماعات حزب الله وأنصاره فقط". حكومة صورية سياسياً، استنجد رئيس الحكومة الجديدة نجيب ميقاتي، الدول العربية للتحرك من أجل إنقاذ لبنان ومساعدة حكومته التي شرعنت حزب الله ككيان سياسي وعسكري رغم أجنداته الإيرانية "الإرهابية" في سوريا ولبنان، وقال ميقاتي في أول لقاء منذ تشكيل الحكومة عبر شبكة " CNN" الأمريكية: إن "لبنان بلد صغير في العالم العربي، ونحن نبحث عن الأخ الأكبر من كل الدول العربية ليأتي ليأخذ بيدنا ويخرج لبنان من هذه الفوضى"، معتبرا أن: "حزب الله كحزب سياسي موجود في لبنان.. لا يمكنني تجاوز هذا الحزب". كما وعد ميقاتي بأن حكومته سترفع الدعم بشكل كامل عن السلع الأساسية عدا الأدوية، بالتزامن مع رفع سعر البنزين بنسبة 38 بالمئة وخطة "شيطانية" لرفع كامل للدعم عن المحروقات بلعبة "تخدير" تجريها حكومته بتخفيض سعر الدولار، بحسب محلل لبناني، أكد أن "هبوط سعر الدولار هو خطة تعتمدها الحكومة ليقدروا يرفعوا الدعم عن المحروقات بطريقة التخدير، ولحتى المواطن ما يحس انو ارتفع بشكل كامل، وهيك مع الوقت بيرتفع الدعم بدون ما يحسوا المواطنين". الطوابير مستمرة والتهريب في أوجِه من جهة أخرى، فإن عمليات تهريب المحروقات من لبنان إلى مناطق نظام أسد في سوريا ما زالت مستمرة وزادت حدتها في الأيام الماضية، الأمر الذي يعد سبباً أساسياً في أزمات لبنان الحالية، باعتبار أن المهرّبين يستفيدون من فارق سعر المبيع بين البلدين، وبحسب مراسلة أورينت، فإن حركة التهريب في المنطقة الحدودية هي في أوجها حالياً. وفي هذا الصدد، أكد عضو نقابة أصحاب محطات الوقود بلبنان، جورج البراكس، وجود أزمة محروقات حقيقية ومستمرة في البلاد، واعتبر أن تلك الأزمة "لن تحل حتى مع رفع الدعم لأن التهريب إلى سوريا ما زال قائماً"، وقال في حديث لبرنامج "اليوم السابع" عبر "صوت لبنان 100.5"، "إننا ذاهبون إلى رفع الدعم كلياً، ولكن أزمة الطوابير باقية". ومع تلك المؤشرات الجديدة التي أعقبت تشكيل حكومة ميقاتي و"بروباغندا" المازوت الإيراني الواصل لميليشيا حزب الله، يبقى لبنان على شفا كارثة حقيقية من شأنها تهديد حياة اللبنانيين وإيصالهم لمجاعة غير مسبوقة وتدمير مؤسسات الدولة بسبب انهيار الاقتصاد، وفي المقابل ستتمكن أذرع إيران (حزب الله وحلفاؤه العونيون) من إيصال البلاد فعلياً إلى قاع جهنم كما تنبّأ ميشال عون قبل عام.