موسيقى الريجي الجامايكية تتجاوز الحدود بكلماتها وإيقاعها

انتونيا اريس واميلي ريختر

مكسيكو سيتي - موسيقى الريجي تعني أكثر من المارايجونا وتسريحة الشعر المجعد وبوب مارلي: هذا النوع من الموسيقى الذي نشأ في جامايكا تمكن من الحصول على اعتراف دولي بعد 50 عاما من نشأته.

بالنسبة للمعجبين ، طالما كان من الواضح أن موسيقى الريجي تعد أمرا خاصا، ولكن تم جعل هذا الوضع رسميا بإدراج هذا النوع من الموسيقى ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة ( اليونسكو) في تشرين ثان/نوفمبر الماضي. وقالت متحدثة إن ممثلي اليونسكو اعترفوا بدور مارلي الكبير في اكتساب هذا النوع من الموسيقى شعبية، حيث قاموا بالرقص على أغنية " وان لاف"لمارلي بعد أن قرروا إضافة الريجي لقائمة التراث. ويبدو صوت موسيقى جزيرة الكاريبي فى ظاهره مبهجا و باعثا على الشعور بالارتياح ، ولكن هذا يبدو أمرا خادعا إلى حد ما: إذ أن القمع و الظلم في العهد الاستعماري و الظلم الاجتماعي والعزلة السياسية، من ضمن المواضيع التي تناولتها كلمات أغاني الريجي لمغنين مثل بوب مارلي وبيتر توش و جيمي كليف. وأشادت اليونسكو بعمق كلمات الريجي وقالت " الإسهام الدولي (لهذه الموسيقى) في قضايا الظلم والمقاومة والحب والإنسانية يؤكد أن ديناميكيات العنصر لها تأثيراتها العقلية والسياسية والاجتماعية والحسية والروحية". ونشأت الريجي من رحم الشعور بخيبة الأمل الذي أعقب استقلال جامايكا من بريطانيا عام 1962. ويقول جيريمي كروبو داجنين الخبير بموسيقى الريجي في جامعة أورلان في فرنسا إنه في بداية الأمر كان هناك شعور جمعي بالسعادة في الجزيرة بعد الاستقلال، وهو ما ينعكس في التفاؤل الذي ظهر في موسيقى سكا. وقد درس داجنين المعنى الثقافي لهذا النمط:" مع مرور الوقت، بدأ مواطنو جامايكا في الشعور بخيبة الأمل لانه لم يتغير شيء: الفقر والظلم لم يتغيرا'. هذا الشعور أدى لمولد موسيقى الريجي في أواخر ستينيات. القرن الماضي ويعود اسم هذه الموسيقى، وفقا لداجنين، للغة العامية في جامايكا. واكسب المغني توتس هيبرت هذا الاسم شعبية بسبب أغنيته" دو ذا ريجي" التي صدرت عام 1968. وتنبع كلمة ريجي من كلمة " ستريجي" التي تستخدم لوصف المرأة التي ترتدي ملابس رثة. ويذكر أن العهد الذهبي لموسيقى الريجي كان في سبعينيات القرن الماضي، عندما تولى مايكل مانلي رئاسة الوزراء في جامايكا، بحسب ما قاله داجنين. وكان كثير من الفنانين في كينجستون، عاصمة جامايكا، في ذلك الوقت من اليساريين ومقربين من مانلي . وتعد أغنية " سوشيلازم اذ لاف" للمغني ماكس روميو التي صدرت عام 1974 خير مثال على ذلك. ويقول داجنين" الريجي هي مرآة للثقافة والتاريخ في جامايكا لانها تعكس بوضوح هذه الثقافة والتاريخ" مضيفا " عندما تستمع لأغاني ريجي، تتعلم أمورا بشأن العبودية والاستعمار والظلم الاجتماعي والعنف الاجتماعي والتقسيم العرقي وحركة راستافارية". ويوضح داجنين أن الموسيقى تعكس جامايكا الحقيقية. ولكن داجنين أشار إلى أن الريجي تحظى بشهرة عالمية لأنها تنبذ الظلم الاجتماعي ، الذي يعاني منه الناس حول العالم، مضيفا" ناهيك عن إيقاعها الرائع والمميز". في إحدى أغانيه الشهيرة" ريديمشن سونج" يغني مارلي، الذي توفى عام 1981 بسبب مرض السرطان عن عمر يناهز 36 عاما، عن صعوبة و ضرورة أن يعمل المرء على تمكين نفسه. وتقول كلمات الأغنية " حرر نفسك من العبودية العقلية، نحن فقط من يمكننا أن نحرر عقولنا". ولكن الريجي ليست مقصورة على المحتوى السياسي فقط، فالمواضيع مثل الحب والروحانية والدين تلعب دورا رئيسيا في أغانى موسيقى الريجي. وأوضح داجنين أن ثقافة راستافاري تؤثر أيضا على الكلمات والألحان، مما أعطى موسيقى ريجي طابعا أكثر أفريقية من نمطي سكا وروكستيدي. وساهم المغني إريك كلابتون في دمج موسيقى الريجي في الثقاقة العامة عام1974 بأغنية" اث شوت ذا شريف" التي غناها مارلي وفريق ذا ويليرز عام 1973. وحازت موسيقى الريجي على تصنيف خاص بها ضمن جوائز الجرامي، حيث تم إدراج جائزة أفضل البوم لموسيقى الريجي منذ 1985. ويمكن الشعور بحضور موسيقى الريجي بقوة عبر موسيقى هذه الأيام من خلال فنانين مثل شون بول. ومع ذلك، فإن الموسيقى التي بدأت منذ ما يقرب من نصف قرن مازالت تحتل المرتبة الأولى للمواطنين في جامايكا.